من كان قبل الفراعنة؟
عند استكشاف تاريخ مصر، يتضح أن حضارتها لم تظهر بالكامل "من العدم". فقد تم إنشاء بعض من أعظم عجائب مصر في بداية تاريخها، مما يشير إلى أن "الفراعنة الأوائل" ربما ورثوا معارف وتقنيات من حضارة سابقة في نفس المنطقة الجغرافية. وهناك العديد من الأمثلة التي تدعم هذه الفكرة.
يعتبر علماء المصريات "هرم الجيزة للملك زوسر" عنصرًا مؤسسًا في العمارة الهرمية المصرية. بُني في حوالي عام 2630 قبل الميلاد بواسطة المهندس المعماري الشهير إمحوتب لصالح الفرعون زوسر، وهو أول هرم يتم توثيق تاريخ بنائه واسم العميل والمهندس المعماري له بشكل دقيق. يستخدم هذا المثال كنقطة مرجعية لتحديد تاريخ بناء الأهرامات اللاحقة.
إذا تم اكتشاف هرم في الأراضي المصرية أقدم من هرم زوسر المدرج، فلن يُصنف على أنه "مصري" بالمعنى التقليدي. مثل هذا الهيكل كان من الممكن أن ينتمي إلى حضارة سابقة، قد يكون الفراعنة اللاحقون قد استولوا عليها. تدعم الأدلة العلمية الحديثة هذه الفكرة المقنعة.
أظهرت أبحاث أجريت باستخدام تقنية التحفيز البصري للضوء المتوهج (OSL) من قبل قسم الآركيومتريا في جامعة إيجة في اليونان أن الحجر الجيري لمعبد قصر الصاغة يعود إلى حوالي 5550 قبل الميلاد، مع تاريخ متوسط قدره 4700 ± 850 قبل الميلاد. وهذا يشير إلى أن المعبد قد يكون أقدم من ذلك بكثير.