لوحة "اختطاف بنات ليوكيبوس"

لوحة "اختطاف بنات ليوكيبوس" التي أبدعها بيتر بول روبنز، مع مساهمات محتملة من جان ويلدينس، تُعد من أبرز الأمثلة على فن الباروك الأوروبي. اللوحة، التي تم إنجازها حوالي عام 1618، مستوحاة من الأساطير الإغريقية، وتُظهر القوة الدرامية والعاطفة الحسية التي تميز أسلوب روبنز.


تتناول اللوحة قصة الأسطورة التي تدور حول فيبي وهيلايرا، بنات الملك ليوكيبوس، اللتين كانتا مخطوبتين لإيداس ولينسيوس، أبناء أفاريوس. إلا أن التوأمين ديوسكوري، كاستور وبولوكس، افتتنا بجمالهما وقاما باختطافهما. يجسد هذا المشهد الصراع بين الرغبة والقدر، ويعكس التوتر الدرامي الذي يميز الأعمال الباروكية.


يعتمد روبنز في تصويره على الحركات الديناميكية والأجساد المتشابكة، حيث يبرز الصراع بين النساء المخطوفات والخاطفين بقوة بصرية. كما تُظهر اللوحة تركيزًا على التفاعل بين الضوء والظل، مما يخلق إحساسًا بالعمق والتوتر العاطفي.


تتوج القصة بمعركة مأساوية بين عائلة ديوسكوري وأبناء أفاريوس، قُتل فيها كاستور، الأخ الفاني. غير أن بولوكس، الخالد بصفته ابن الإله زيوس، تقاسم خلوده مع أخيه، مما أدى إلى تحولهما إلى كوكبة الجوزاء، التي أصبحت رمزًا للولاء الأخوي في الميثولوجيا الإغريقية.


تعكس اللوحة مزيجًا من الجمال الجسدي، الحركة الدرامية، والعواطف العميقة، مما يجعلها مثالًا كلاسيكيًا على فن الباروك الذي يجمع بين العنف والرقة في آنٍ واحد.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url