لوحة "البشارة" ليوناردو دا فينشي
لوحة "البشارة" للعبقري ليوناردو دا فينشي هي واحدة من أبرز الأعمال الفنية التي تصور لحظة محورية في التراث المسيحي، إذ تسرد إعلان الملاك جبرائيل لمريم العذراء أنها ستصبح والدة المسيح. رسمت اللوحة بين عامي 1472 و1475، وهي تُظهر براعة دا فينشي في المزج بين التفاصيل الواقعية والرمزية الروحية.
في المشهد، يظهر الملاك جبرائيل جاثيًا برفق أمام مريم، حاملًا زنبقة بيضاء في يده، والتي ترمز إلى النقاء والطهارة. على الجانب الآخر، تجلس مريم العذراء بتواضع وهي تقرأ كتابًا، في وضعية تنم عن الهدوء والقبول، مما يعكس عمق إيمانها وقوة إرادتها. الخلفية الطبيعية، التي تتميز بالمناظر الخلابة والسماء المشرقة، تضفي على اللوحة بُعدًا روحانيًا يعبر عن السلام الإلهي الذي يحيط بهذا الحدث المقدس.
استخدم دا فينشي في اللوحة تقنية الضوء والظل (Chiaroscuro) ببراعة، مما أضاف واقعية وتأثيرًا دراميًا إلى المشهد. كما أن الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة، مثل طيات الملابس وتعبيرات الوجه، يظهر فهمه العميق للتشريح البشري والفن الطبيعي.
لوحة "البشارة" ليست مجرد عمل فني، بل هي شهادة على العبقرية الفنية لليوناردو دا فينشي، إذ نجح في تحويل لحظة مقدسة إلى صورة نابضة بالحياة، تجمع بين المشاعر الإنسانية والجمال الإلهي.