"القناة الغامضة التي لا تزال تنبض بالحياة منذ 2000 عام!"
في أعماق مدينة زغوان التونسية، تختبئ أعجوبة هندسية غامضة، قناة مائية عملاقة، صامدة منذ قرابة 2000 عام، لم تفقد بريقها بعد. شُيدت هذه القناة في عصر الرومان، وكانت تُعتبر وقتها واحدة من أكثر الأنظمة المائية تعقيداً ودهشة، إذ تمتد لمسافة 132 كيلومتراً (82 ميلاً) لتوصل المياه من جبال زغوان إلى قلب الحضارة القرطاجية.
السؤال الذي يثير الفضول: كيف تمكن المهندسون الرومان من بناء هذه القناة دون التكنولوجيا الحديثة؟ كيف استطاعوا الحفاظ على تدفق المياه دون انقطاع؟
وفقاً للعديد من المؤرخين والمهندسين، استخدم الرومان تقنية عبقرية تعتمد على ميلان الأرض تدريجياً لضمان تدفق المياه. وعلى الرغم من مرور قرون، ما زالت بعض أجزائها قائمة، مما يعكس الدقة والصلابة التي تميز بها بناء الرومان.
لم تكن قناة زغوان مجرد بنية تحتية مائية؛ بل كانت رمزاً للحياة والرخاء لقرطاج. كانت المياه التي تحملها تُستخدم في القصور، الحمامات العامة، والنوافير، وكأنها شريان يغذي قلب المدينة النابض.
ورغم كل هذه التفاصيل، هناك غموض يكتنف بعض جوانب القناة: لماذا اختار الرومان جبال زغوان تحديداً؟ هل كانت هناك موارد طبيعية مخبأة أو خصائص معينة جعلت منها المكان المثالي لهذا المشروع؟ وما الأسرار التي تخفيها هذه القناة حتى اليوم؟